عصفور صغير

 بينما كنت جالساً أتناول الطعام بين اخوتي ،

عصفور صغير دخل إلى منزلنا ،


أخذ يطوف بالبيت ،


يحلق هنا وهناك ،


ظل يحلق فترة حتى وصل لمسارة  الأخير .. عند أصابع يدى ،


لا أعلم لماذا ترك الجميع ليختارنى  ،


لم أكن من الأشخاص الذى يجيد
التعامل مع تلك المخلوقات الصغيرة  ،


ولكن رغم ضعفها ،


كم هى لطيفه  .. تحي مشاعر الحب والشفقة بداخلك ،


نظرت إليها فى عطف .. حزين على فراقها عن بيتها ،


اتفكر كيف ستعود إليه ، وكيف انتهى بها الحال إلى هنا !


أنظر إلى ريشيها جناحها الصغير ،
يبدوا أنها لا تستطيع الطيران جيداً عندما كانت تحلق كانت تسقط كثير ا ،


حيث تعلق القلب ...
فى لحظة حنان طاغية امتدت يدى تلامس منقارها الصغير لتشعرها  بالأمان والطمأنينة ،


اذا بها تتحدث لى  !


ماذا عصفور يتكلم !


نعم كانت تتكلم !


فى اندهاش الجميع  ، كيف لعصفور أن يتحدث ،


هذا يتنافى مع أى منطق للعقل،


أخذت تخبرني أنها تريد منى أن اطعمها ،
فهى جائعة لم تأكل منذ فترة طويلة ،


بطريقة تلقائية ، بدون تفكير ،
أمسكت ببعض من الطعام الذى أمامى أضعه أمام منقارها الصغير ، مذهولا !


لتأكل .. فيبعث فى قلبى القشعريرة مرة أخرى ،


لماذا تشعرين بالارتياح هكذا بين يداي ، لماذا تخبريني سرك هكذا ألا تخشيني ،


ألا تريدين العودة إلى منزلك ،
أين تريدين منى أن اطلقك إلى والديك ،


تخبرنى بحزن حيث يرتعش ريشها الرقيق بأنها لا تملك  والدان ،
  تريد أن تبقى معى هنا ، فهى تشعر بالأمان هنا معى ،


متعجباً تشعر معى انا بألامان ؟


فى شرود طويل ،


فجأة ! أخذنا نسمع أصوات عاليه ،
لنجد مجموعة كبيرة من الأشخاص تتحدث و تتشاجر 

 بصوت عالى  ،


يبدوا للناظر أنهم يبحثون عن شيء ما ،
ويبدو أنه ذو أهمية كبيرة تجعلهم يتشاجرو هكذا ،


لتنتابنى تلك الخاطرة فجأة !
فى حذر سألتها هل تعرفين هؤلاء البشر ؟


اجابتنى .. نعم ...


فى حزن .. هل ترغبين في الذهاب معهم  ؟


انتفض وارتعش ريشها الرقيق مرة أخرى تخبرنى بالرفض،
فى خوف أرجوك خبئنى !


ما معني كل  هذا الفزع الشديد ؟
في صوت رقيق مرتعد يبعث غصه شديدة فى قلبك المسكين ،


لا يجب أن يجدونى لا أريد ان أذهب معهم ،
وهل كان من الصعب علي  إخفاء مثل تلك العصفوره الصغيرة !


فى تلك الأثناء كان يبحثون عنها في كل المنازل المجاورة،


حتى وصلوا لمنزلى  أخذوا يطرقون الباب ،


كان من الظاهر أمامى أنهم أشخاص مهمون ،
تلك الوجوه مألوفة جداً بالنسبة لى ،


أين رأيتهم من قبل ؟
كان معهم بعض أفراد من الشرطة تبحث معهم ، 


أخذوا يخبرون عائلتى أنهم يبحثون عن شيء هام ،


وأنهم بإذن من أشخاص مهمين يبحثون كل المنازل ،


ومعهم العديد من الأوراق تثبت ذلك ،


فلم يكن من والدى إلا أن يسمح لهم بالدخول إلى المنزل ،
أخذوا يبحثون في كل مكان ،


فى قلق شديد  و دقات قلبي تزداد سرعة ،
خوفاً أن يكشفون عن مكانها ،


اخذت تنتابني كل الأفكار والتساؤلات !


ياترى ما هذا ! ما الذي يحدث هنا ؟


من هؤلاء الأشخاص ؟ ولماذا هناك مثل ذلك العصفور ؟


ولماذا هرب ولا يريد العودة هل هى تجارب يقومون بها؟


ولماذا يبحثون عنه هنا ؟ العديد من الأشياء المجهوله !


هل كل ما يحدث حقيقة هل انا فى حلم أم ماذا !


أفقت على ارتفاع الاصوات من حولى لقد انتهى البحث
ولم يجدوا شيئا .


اخدت أتنفس الصعداء حتى شعرت بالاسترخاء ،
نظرت إليهم  وهم يرحلون ،


كانت ملامح الغضب الشديدة  تعتلى وجههم ،
فى خوف يتمتم بعضهم فى صوت خفى ،


ماذا سنفعل الآن إذا عدنا هكذا سيقع ما يحمد عقباه ؟
ظللت اراقبهم  حتى توارو  عن الأنظار ،


حتى هدأت نفسي  ، ذهبت حيث   وضعتها بذلك الصندوق ،
ماذا !


أين هى ؟
لم أجدها حيث تركتها !


شعرت بالاختناق والفزع جريت على أخوتى ،


أين عصفوري   الصغير ؟


اذا كان أحد منهم أخذ العصفور الصغير من المكان الذي خبأتها فيه ،


لينظر كل منهم فى دهشه شديدة !


أى عصفور ؟


ليهمس كل منهم للآخر في حذر وقلق ....


هل هذه قصه جديده مرة آخرى ؟


منذ وفاة طفلته الصغيرة  فى ذلك الحادث .. ولم يستطع تمالك نفسه ، أصبحت تلك الحالة تصيبه على فترات مفاجأة،


ماذا ! من !
فى ثورة ماذا طفلتى ؟


لينظر الجميع لى فى شفقه شديدة ،


وارى الدموع تنهمر من عيون والدتى الجالسه في ركن بعيد
كأنها تريد أن تختبئ منى !


ليتقدم  أبى من بينهم ، ربت على  كتفى في حنان والدموع تسبح داخل مقله عينيه  ،


فى اندهاش !


هل نسيت ذلك اليوم الذي ذهبت فيه تشتري ذلك  الدواء
خارجاً ،


بينما كانت صغيرتك فى المشفى تحارب ذلك المرض اللعين
حيث لفظت آخر أنفاسها فى حضور والدتك ،
يابنى أنت على تلك الحالة بقالك خمس سنين ،


أما أن الوقت لتعود لرشدك وتستغفر ربك   ؟


لا تفعل فى نفسك هكذا ،  أنت عبد مؤمن سلم أمورك لربك ،
أخد أبى يتحدث لم أعد أسمع شيئاً ،


ما هذا لماذا يتحدث هكذا ؟ لماذا ينظرون إلى هكذا ؟


ليعود فى ذهنى مرة أخرى ،


السؤال هنا .....


أين ذهب عصفورى الصغير  ؟........














تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

برأيك هل هناك وجه أو نوع آخر من الإدمان ؟