بائعه المناديل
نزلت من بيتى أسير بقدمى على طول شارعنا ، أنظر لخطوات قدماي الثقيلة .. أحسب خطواتي خطوة خطوة ... اراقبهما كيف تتحركان ، أنظر لمحلات الشارع من حولى .. للشجرة على أول شارعنا ، شجرة الطفوله كما هى ... عتيقه منذ الصغر لم يتغير فيها شئ ، شجرة كبيرة أمام المدرسة التى كان يذهب إليها اخواتى وأفراد عائلتى كلهم ، فى الليل تجد الكثير والكثير من العصافير تسكنها .. تسمع أصوات العصافير الصاخبه بين أوراقها كأننا فى عز النهار .. لكن تنظر فتجد الليل فى أحلك ظلامه ، و أحلك ظلامي أنا أيضا .. هنا تترقرق الدموع من عينى ترغب فى أن تغسل كل شئ بداخلى ولا تغسل اى شئ ، مازلت أنظر لخطوات قدمى وهى تمشي ! أتعجب حركاتها ! أنها تتحرك هكذا وحدها تتسائل ياترى من المتحكم ؟ فى الظاهر يبدو لك أنك المتحكم ولكن الحقيقة غير ذلك ، تجد جسدك يتحرك طوعاً معها .. سابحاً معها بكل سهولة ويسر .. تشعر بوجود أحد معك بداخل جسدك ولكن لا تستطيع التعرف عليه ، ترغب أن تنشأ معه حواراً ولكن لن تجد رداً ، تظن أنه شبحاً ظلاً يشاركك كل شيء وأحيانا يسوقك .. غير مسموح لك أن تعلم عنه شيئا ، تنتهى قصه السؤال لتعبر الطريق !